الفتق الإربي لدى المواليد  Inguinal Hernia
الفتق الإربي لدى المواليد Inguinal Hernia

الفتق الإربي لدى المواليد Inguinal Hernia هو مشكلة تستدعي الإهتمام والرعاية الطبية ، لا سيما أنها قد تتطور إلى مشاكل و مضاعفات خطيرة إذا لم يتلقى المصاب الرعاية الطبية اللازمة ، بشكل عام تحدث الإصابة بالمنطقة بين الأعضاء التناسلية و أعلى الفخذ و تكون المنطقة المصابة على شكل نتوء بارز ( بعج ) واضح وظاهر مرافق لوجود منطقة ضعيفة في عضلات البطن وغالبا ما تكون في الجهة اليمنى من أسفل البطن في المنطقة الإربية ، وقد يحدث أيضا في الجهة اليسرى ، وقد يحدث مرافقا للألم وعدم إرتياح واضح لدى الرضيع ويمكن أن يظهر لدى الجنسين الذكور والإناث .

قد يحدث الفتق بأي عمر، لكن الحالات الأكثر شيوعا هي لدى المواليد تحت عمر 6 أشهر ، ويحدث بنسبة أعلى لدى الأطفال الخدج بنسبة 30 % ، ويبرز الفتق بشكل أكبر عندما يبكي الطفل و قد يعود الفتق لمكانه الطبيعي ويقل أو يختفي البروز عند استرخاء الطفل أو محاولة رفع قدميه باتجاه البطن كما لو أنه جالس أو الضغط على المنطقة للداخل .

قد لا يعود الفتق للداخل وهنا يسمى بالفتق المنحصر Incarcerated hernia ، وهي حالة تستدعي مراجعه الطبيب فورا ، حيث قد يعاني الطفل من حالة تهيج و تعصب و تقيؤ و فقدان الشهية و قد يوجد حركة غير طبيعية للأمعاء .

إذا استمر الفتق المنحصر فقد يتطور إلى فتق مختنق Strangulated Hernia ، وهنا يجب إجراء عملية جراحية لأصلاح الفتق فورا ، لأنه قد يسبب نقص التروية الدموية للأمعاء ما يؤدي لموت الجزء المتضرر من الأمعاء وهو حالة طبية خطيرة .

أما عن كيف يحدث الفتق وما أسبابه :

فهو ناتج عن اندفاع الأمعاء ومغادرتها التجويف البطني نحو المنطقة الإربية داخل ما يسمى كيس إربي ، يتكون هذا الكيس عند سحب جزء من الغشاء البريتوني _ الصفاق ( وهو أكبر غشاء مصلي بالجسم وهو رقيق يبطن التجويف البطني ويغطي الأعضاء داخل البطن ) و اندفاع هذا الجزء إلى المنطقة الإربية ، ويحدث هذا عندما لا يغلق الكيس المحتوي على الخصيتين بعد نزولهما من البطن أو يتأخر في الإغلاق ، و يفترض أن يغلق تلقائيا بعد حدوث الولادة بوقت قصير ما يعمل على فصل التجويف البطني عن المنطقة الإربية والجهاز التناسلي ، وفي حالة الفتق الإربي تندفع الأمعاء داخل هذا الكيس الإربي الذي يتمدد ويتسع ويظهر على شكل انتفاخ واضح و بروز في المنطقة الأربية .

العلاج للفتق :

نوعين رئيسيين للعلاج هما الجراحة و المنظار البطني ، ولا ينصح بإجراء المنظار للرضع ، و من الجدير بالذكر أن الفتق إذا كان صغيرا جدا قد يغلق وحده بعد فترة ولكن تبقى المنطقة معرضة للفتق مرة أخرى لأن المنطقة ضعيفة ، و لكن الحالات العظمى هي التي لا يغلق وحده بل يحتاج لتدخل جراحي لرتق المنطقة المصابة و إصلاح الضعف في عضلاتها ، ويجب قبل إجراء العملية تحديد ما إذا كان الفتق في جهة واحدة أم في الجهتين حتى يتم علاجها ، وهذا يظهر عن طريق عمل صورة ألتراساوند للمنطقة الإربية وتحديد حجم الفتق هل صغير أم كبير، و المنطقة المصابة يمنى أم يسرى أم الإثنتين معا .

العملية الجراحية تتضمن فتح شق في المنطقة الإربية و إعادة الأمعاء المندفعة في الكيس الإربي لداخل التجويف البطني و إزالة الكيس الإربي ثم خياطة العضلات المتضررة .

قد يتم إجراء العملية فور اكتشاف الفتق ، وقد يظهر ذلك مباشرة لدى فحص طبيب الأطفال للمولود بعد ولادته ، ولكن قد ينصح بالإنتظار والمتابعة مع طبيب الأطفال وطبيب الجراحة حتى يتم الطفل 3 شهور أو أن يصل وزنه لأكثر من 6 كيلوغرام ، وغالبا فإن عملية رتق الفتق الإربي للمواليد حديثا و الأطفال هي عملية ناجحة وسريعة و لا تستدعي القلق ، وتجري تحت تخدير كلي و المصاب نائم لا يحس بالألم .

لكن بعد انتهاء العملية فإن الطفل بحاجة لأخذ بعض المسكنات ، وقد يختفي الألم بعد أسبوع من العملية حيث يجب إيقاف أو تخفيف تناول الدواء المسكن، و يجب على الوالدين الانتباه إلى منطقة الخصية لدى الطفل فقد يحدث انتفاخ في الخصية وكيس الصفن ، حيث تحتاج لعدة أسابيع للعودة لشكلها الطبيعي ، ويتم مراجعة الطبيب في غضون أسبوع إلى 10 أيام للتأكد من الشفاء التام ومن الحالات التي يجب مراجعة الطبيب فيها بشكل عاجل عدم قدرة الطفل على التبول ، وجود ألم شديد لدى الطفل ، حدوث انتفاخ وتورم شديد بالمنطقة ، وجود نزف ، أو إرتفاع بدرجة الحرارة ما قد يدل على حدوث التهاب ، ويجب قبل مغادرة المصاب للمشفى بعد إجراء العملية التأكد من قدرته على الإخراج أو على الأقل خروج الغازات ( خروج ريح ) وذلك للتأكد من حركة الأمعاء وأنها لم يلحقها إي ضرر جراء العملية ، كما يجب مراقبة حدوث إي نزيف ، و أيضا عدم حدوث إستفراغ خصوصا خلال الساعة التالية للعملية .

التحضير للعملية الجراحية :

يطلب إلى الأهل عدم تقديم أي طعام للرضيع خلال 3 أو 4 ساعات السابقة للموعد المقرر لإجراء العملية ،
لأن الأطفال غالبا ما يحتاجون إلى الرضاعة كل ساعتين قد تساعد اللهاية في اسكات الطفل وتهدئته ، إذا أحس بالجوع ، كما قد يساعد عمل حمام للطفل قبل عدة ساعات من إجراء العملية في العمل على تهدئة الطفل و تنويمه لحين إجراء العملية .

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *